اعلان

Tuesday, May 5, 2020

شادي حبش: وفاة المخرج المصري المحبوس بسبب أغنية تنتقد السيسي

توفي الفنان والمصور المصري شادي حبش في سجن طرة، بعد أكثر من عامين على اعتقاله بسبب مشاركته في إعداد أغنية سياسية ساخرة.
وقالت لمى حبش، شقيقة المصور المتوفى، إن جنازته شيعت عصر يوم السبت في مقابر الأسرة شرقي القاهرة.
ولم تذكر الأسرة أسباب وملابسات وفاة حبش، أو ما إذا كان له تاريخ مرضي سابق، فيما لم تعلق الحكومة المصرية على الوفاة وملابساتها حتى كتابة هذه السطور.
شادي حبش: وفاة المخرج المصري المحبوس بسبب أغنية تنتقد السيسي
من جهة أخرى، قال نشطاء حقوقيون إن صحة شادي تراجعت بشدة في الفترة الأخيرة، وأضافوا أن "استغاثات زملائه في الزنزانة لإنقاذه، لم تلق استجابة من قبل إدارة السجن".
ودخل شادي السجن ولم يتجاوز عمره 22 ربيعا.
ورغم صغر سنه، تعاون مع فنانين معروفين مثل الجزائرية سعاد ماسي.
كما حصل على لقب أفضل مصور "أندرغرواند" عام 2014، بعد أن حاز أعلى نسبة تصويت على صفحة "أندرغراوند ساركازم سوسايتي"، إحدى أهم المنصات الرقمية لدعم الفن البديل .
وفي مارس/ آذار عام 2018، شارك شادي في إخراج أغنية سياسة ساخرة من أداء المغني رامي عصام المقيم خارج مصر.
وتنتقد الأغنية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتشكك في جدوى سياساته ومشاريعه الاقتصادية.
ومنذ ذلك التاريخ، ألقي القبض على شادي ومصطفى جمال، خبير مواقع التواصل الاجتماعي والمسؤول عن صفحة المغني رامي عصام.
وسجن شادي وجمال بتهم "الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وازدراء الدين، وإهانة المؤسسة العسكرية".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعث حبش رسالة من سجنه إلى العالم الخارجي ينشد فيها الدعم.واستهلها بالعبارة التالية: "حاولت اقاوم بس مقدرتش".
وبعد نبأ وفاته، تناقل مدونون نص الرسالة بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم تتمكن عائلة حبش من زيارته منذ 10 مارس/ آذار الماضي بسبب التدابير الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا، وفق ما صرح به محاميه أحمد خواجة لوكالة الأنباء الفرنسية.
وقال خواجة إن "شادي كان مريضا منذ عدة أيام ودخل المستشفى ووالدته علمت بذلك، إلا أنه عاد إلى زنزانته أمس وتوفي داخلها".

"حرية فنية"

وقد سلطت وفاة شادي الضوء مرة أخرى على وضع الحريات في مصر وجددت المطالبات بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.
وتحت وسم "شادي حبش" ، نعى نشطاء مصريون المصور الشاب وحمّلوا السلطات المسؤولية الكاملة عن وفاته .
واستنكر نشطاء ما سموه بـ "إصرار الحكومة على ملاحقة الفنانين لمجرد تعبيرهم عن مواضيع تنتقدها"، مضيفين إلى أن ذلك يظهر زيف تصريحات مسؤوليها بأن أولوياتهم هي محاربة الإرهاب فقط".
كما دعا المتفاعلون مع وسمي#فيه_وباء_خرجوا_السجناء" و#خرجوا_المساجين" إلى الإسراع بالإفراج عن زملاء شادي وكل المتهمين في قضايا سياسية .
وفي الأسابيع الأخيرة، تعالت الأصوات التي تحث السلطات المصرية على الاقتداء بما حدث في دول أخرى، في الإفراج عن معتقلي الرأي والمحبوسين احتياطيا للتخفيفمن تكدس الزنازين والحد من احتمالات انتشار عدوى فيروس كورونا.
وتشارك نشطاء معلومات قالوا إنها "تعكس تجاهلا متعمدا من إدارات السجون المصرية لدعوات حماية المعتقلين، أو إمداداهم بالمستلزمات الطبية اللازمة".

هانة لرموز الدولة

في المقابل، فند مغردون مصريون ما يردده البعض عن إهمال السلطات للمساجين، واستدلوا بتقارير صحفية تفيد بالإفراج عن المحبوسين في إطار الإجراءات الوقائية للحد من انتشار كورونا.
وشارك بعضهم في تقديم التعازي لأسرة رامي، رغم اعتراضهم على محتوى الفن الذي كان يقدمه.
لكنهم أكدوا على حق الدولة في محاسبة كل من يتطاول على رموزها، لافتين إلى قوانين البلاد التي تجرم القذف والإساءة للأشخاص.
وتابعوا بأن الأغنية التي شارك فيها شادي تنطوي على عبارات بذيئة لا يمكن اعتبارها "فنا" أو إدراجها ضمن حرية التعبير عن الرأي.
واعتبر آخرون أن إهانة الجيش ورموزه تعد "خيانة عظمى".
كما عبر المدافعون عن الحكومة عن دعمهم للسيسي، وإيمانهم بمشاريعه وسياساته وحذروا من التدوينات والوسوم التي تنتقص من جهوده في النهوض بالبلاد، التي لم تتجاوز فاجعة مقتل جنود في سيناء قبل أيام.
وقد أجمع مؤيدو السلطة المصرية ومعارضيها على إدانة الهجوم الذي راح ضحيته 14 جنديا، فيما اختلفت قراءاتهم لأسبابه.
في الوقت الذي يعتبر فيه مغردون أن وفاة شادي في سجنه ومقتل الجنود هو نتاج سياسة الحكومة الفاشلة، يرفض آخرون ذلك ويؤكدون أن الإرهاب ظاهرة عالمية لا تقتصر على مصر.
وينظر بعض المصريين إلى الوسوم المناهضة لحكومتهم على أنها جزء من حملات إلكترونية تنفذها أطراف خارجية "تتربص بمصر وتستغل أي حدث كوفاة شادي أو عملية إرهابية لإشاعة الفوضى" وفق تعبيرهم.
وفي إطار ذلك، ظهرت وسوم مؤيدة للحكومة مثل #تحيا_مصر_السيسي ردا على وسوم أخرى تنتقد الرئيس.

أين تقع خطوط الحمراء؟

من جانب آخر، قارن مغردون بين الأعمال الفنية التي تروج لبطولات الجيش والحكومة كمسلسل الاختيار والأعمال التي شارك شادي في إعدادها.
واعتبر كثيرون أن الحكومة تكيل بمكيالينعندما يتعلق الأمر بالحرية الفنية.
في حين نبه البعض الآخر من تداعيات الدعاية السلبية لموت شادي على الدعاية الإيجابية للمسلسل، وأطلقوا وسما بعنوان #الاختيار_حارقهم.
خلافا لذلك، يرى نشطاء أن "هدف الحكومة الأساسي هو إسكات المجتمع، بما في ذلك طبقة الممثلين والكتاب، الذين رفضوا تأييد النظام أو استغلال أسمائهم في أعمال تروج له".
وضربوا عدة أمثلة لمحاكمات سابقة لفنانين شباب، على غرار عمرو نوهان، الذي حكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، بسبب نشره صورة ساخرة، يظهر فيها السيسي بأذني الشخصية الكرتونية الشهيرة ميكي ماوس.
على النقيض، يؤيد البعض وضع خطوط حمراء للحرية بحجة " حفظ السلم العام وحماية مشاعر الأخرين الدينية وفرض هيبة رموز الدولة".
ورغم اختلاف ظروف الزمان والمكان إلا أن هاجس الحرية وحدودها يشغل حيزًا من نقاشات المغردين في الوطن العربي.
وهناك أمثلة عديدة لملاحقة نشطاء في مصر والعالم العربي، إذا طال سقف سخريتهم الشخصيات الهامة في الدولة.

No comments:

Post a Comment

برجاء اكتب تعليقك هنا