"احزن عشان تنبسط.. وموت علشان ترتاح.. دا الموت يعيدك لأصلك، بس أنت موتك معصلج، ياللى انت وشك غريب ياللى انت قلبك محاصر، ...ياللى في ضهرك جناح، احزن عشان تنبسط وموت علشان ترتاح امشى في حظر التجول".
يستوقف هذا البيت الشعري القارئ لما يتخذه من موقف تجاه الحزن والموت يخالف المعتاد، فهو بدلا من أن يعكس خوف الشاعر من الفناء، يصور نفسه وكأنه يقبل عليه مسرورا معتقدا أنه سيجد ما يصبو إليه في العالم الآخر.
إنه رثاء استباقي لشخص آمن بالثورة قبل قيامها ورحب بالموت قبل أن يدركه.
قبل حوالي 10 سنوات كتب الشاعر المصري الشاب ميدو زهير تلك الأبيات وكأنه يرسم طريقه نحو محطته الأخيرة، ويعلم مسبقا بأن قصائده سوف تكون مرثية له بعد وفاته.
عن عمر ناهز 47 عاما، رحل زهير في 27 أبريل /نيسان، إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، مخلفا صدمة في الأوساط الثقافية الشبابية في مصر.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، نعاه الكثير من أصدقائه من فنانين وحقوقيين ومدونين، أعربوا عن امتنانهم وشكرهم لما قدمه للفن البديل وللشعر العامي في مصر.
كما تحولت قصائد الشاعر الراحل إلى وسوم غزت منصات التواصل الاجتماعي، مثل: # تدور_ترجع و#أزرق و#بلاد_الأي _حاجة ، وهي قصائد تنشد التغيير وتعِد ببناء وطن يحفظ كرامة الجميع.
بلاد الأي حاجة .. كتبها ميدو زهير 2006 .. قبل ثورة يناير ضد مبارك ب 5 سنيين .. لحنتها قبل ثورة يناير بسنة ..... fb.me/7Vj1qX6N3
نهاية تويتر الرسالة التي بعث بها @Amirsalaheldeen
ميدو رغم ان فيه اغاني كتير الناس تعرفها زي " تدور وترجع ، انا مش بغني ، امنت بالناس، عانقيني ، تسكر تبكي وغيرهم " الناس متعرفش انها كلماته ، من الناس اللي مأخدتش حقها من وقت الثورة ، ربنا يرحمك ي ميدوsoundcloud.com/qaffass/scaknl…
نهاية تويتر الرسالة التي بعث بها @mhmd3issa
أشعار لا تهاب أحدا
تميزت قصائد زهير بالجرأة، وانتقاد الأوضاع السياسية والاجتماعية، والدفاع عن كل من سلب حقه.
فتجده يعبر عن مشاكل المرأة في قصيدة "الراوي" ويتحدث عن الحب في قصيدة "عانقيني" بلغة جديدة تتخطى حدود لغة الأغاني الكلاسيكية، وتخاطب وجدان العاشق بمفردات متمردة تكسر القوالب التقليدية.
واستشرفت قصائد زهير المستقبل وساهمت في كتابة المشهد السياسي بعيدا عن سردية الإعلام الرسمي أيام مبارك، كما هو الحال في قصيدة "أزرق" التي يرى كثيرون أنها تنبأت بالثورة قبل قيامها بعام.
وقد حققت تلك القصيدة شهرة واسعة بعد أن ألقاها الممثل أحمد حلمي في مسلسل الجماعة عام 2010.
وتراه يستنهض المهمشين ويحثهم على الثورة، في أغنية "زحمة" التي أدتها فرقة "بلاك تيما".
مظنش حد من جيلنا، جيل قبل يناير يقدر ينسى كلام ميدو زهير العظيم في الأغنية دي
Listen to Black Theama - Zahma | بلاك تيما - زحمة by BlackTheama on #SoundCloudsoundcloud.com/blacktheama/za…
نهاية تويتر الرسالة التي بعث بها @AhmedYasserX
وإضافة لفرقة بلاك تيما، تعاون زهير مع أهم فرق الموسيقى البديلة في مصر، مثل فرقة "مسار إجباري" وفرقة "وسط البلد".
كما شكل ثنائيا مع المغنيتين مريم صالح ودينا الوديدي .
ومن أشهر أعماله قصيدة "عمارة الناس" و "بلاد العجائب" و "طن العك"، وغيرها.
وقد صدر له ديوان واحد بعنوان "حُقنة هوا" عام 2001. كما شارك في ديوان "الصحبجية" مع عدد من شعراء العامية.
صوت مختلف
وما إن انتشر خبر وفاته، حتى راح محبوه يستذكرون قصائده ويقيمون تجربته التي أثرت الشعر العامي المصري رغم قصرها.
البعض يلقبه بشاعر ثورة 25 يناير ويراه أفضل سفير لأحلام الشباب الذي قادها.
مُحزن خبر رحيل ميدو زهير.
ميدو من الشعراء اللي كتبوا كلمات لأغاني بالسنوات الأخيرة، وكان جزء أساسي من مشروع مريم صالح، ومشروع "الاخفاء"، لمريم، تامر أبو غزالة وموريس لوقا.
البقية في حياتكم يا أحباب، وسلام لروحك يا ميدو... رح تفضل عايش بالقصايد والأغاني. soundcloud.com/mostakell/mary…
نهاية تويتر الرسالة التي بعث بها @Jafrasha
خبر وفاه #ميدو_زهير أثر فيا بشكل كبير أوى الراجل ده يستحق يتعرف أكتر من كده و يستحق تقدير أكبر، شاعر الثوره من قبل حدوثها دى أجمل حاجه اتقالت عليه ربنا يرحمه
نهاية تويتر الرسالة التي بعث بها @Mah_Meka
نهاية تويتر الرسالة التي بعث بها @ArabicLyrics__
وفي هذا الإطار علقت الصحافية ليليان داوود: "ميدو زهير واحد من أبناء الثورة، الفنية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية، وعبر عن جيلنا في كلماته بكل صدق وجرأة.
وأيدها في ذلك فادي عوض الذي وجدذاتهفي كلمات زهير المتناقضة التي تمزج بين الأمل والإحباط، وتعكس التخبط الذي يعيش فيه الشباب، على حد تعبيره.
فعلق قائلا : "لم أعرف شاعرا في مصر مثل ميدو زهير، فقصائده تخاطبني وتعبر عني . ظل يكلمني عن الخيبة واليأس والأمل والإحباط والحب والرحمة والثورة ... فخرجت أنا من خانة الموت ودخلها هو".
في المقابل ينتقد مغردون آخرون زهير لما تحمله قصائده من ألفاظ يرونها "خادشة للحياء".
فيكتب محمد موسى: "لم أنجذب يوما لقصائده فالقافية فيها غير موزونة وكلماتها بذيئة متمردة على الأعراف".
في حين شبهه آخرون بأحمد فؤاد نجم، واعتبروه واحدا من أبناء الثورة الفنية في مصر.
ويرى هؤلاء أن زهير استطاع حجز مكانة مميزة بين شعراء جيله من أمثال رامي يحيى ومنتصر حجازي وأسهم معهم في بلورة الأغنية المستقلة الجديدة أو ما يعرف بموسيقى "الأندرغراوند" .
نهاية تويتر الرسالة التي بعث بها @HamedJr96
وقد عرفت موسيقي "الأندرغراوند" رواجا كبيرا خلال ثورة 25 يناير، إذ نجحت في التعبير عن رؤى وطموحات الشباب أصحاب الإسهام الأكبر فيها.
No comments:
Post a Comment
برجاء اكتب تعليقك هنا